الأحد، 26 يوليو 2009

أعظم الكرامة .. لزوم الإستقامة


سئل صديق الأمة وأعظمها استقامة - أبو بكر رضي الله عنه - عن الاستقامة؟ فقال: (أن لا تشرك بالله شيئا) يريد الاستقامة على محض التوحيد..فإن من استقام على محض التوحيد الصادق بأسماء الله وصفاته وآثارها في الأنفس والآفاق..استقام في كل شأنه على الصراط المستقيم ..فاستقام له كل عمل وكل حال " أي استقام على التوحيد في حركاته وسكناته..
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي,ولا تروغ روغان الثعالب(.
وقريب من ذلك ما قاله ابن تيميه رحمه الله حيث قال: أي " أخلصوا في عبودية الله ومحبته فلم يلتفتوا يمنة ولا يسرة".
إن الاستقامة تعني الاعتدال والتوازن.. إنها في الحكمة والإصابة والسداد..لذلك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يسأل ربه السداد.. بل وجه أمته إلى ذلك فقال:" يا علي اسأل ربك الهداية والسداد وتذكر بالهداية، هدايتك للطريق وبالسداد تسديدك للرمي".
كل ذلك تأكيدا لأهمية الاستقامة .. وذلك كأن يقول المسلم: "اللهم أهدني وسددني" أو أن يقول: "اللهم أسألك الهدى والسداد".. فإن الاستقامة لها ثمرات كثيرة عظيمة.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت : 30].
فلهم البشرى بعدم الخوف على ما خلفوا وتركوا من أهل وأولاد أو أموال وضيعات فالله يتولاهم بحفظه {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف : 196] وألا يحزنوا على المصير المنتظر فهو إلى جنات ونهر..
ومن تلك الثمرات المباركة أيضا.. ما ذكره الله سبحانه وتعالى بقوله: {وأن لو اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن : 16] أي ماءاً كثيراً مباركاً نافعاً.. والماء يدل على الروح والحياة..
إن الاستقامة مطلب نفيس وعظيم ..يقول شيخ الإسلام ابن تيمية "أعظم الكرامة لزوم الاستقامة".
فهي تحتاج إلى جهد وصبر ومجاهدة..وذلك بعد عون الله وفضله وتوفيقه .. فهو سبحانه وتعالى الموفق لسلوك طريق الاستقامة.. بل أمر عباده أن يسألوها ويطلبوها منه عز وجل في كل وقت ومع كل صلاة ..بأن يقول العبد في كل صلاة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة : 6].. ولو قال (اهدني ) لما صحت الفاتحة ولبطلت صلاته.. بل لابد وأن يقول ( اهدنا ).. بأن يدعوا كل مسلم ومسلمة لكل مسلم ولكل مسلمة..
"اهدنا الصراط المستقيم" أي يا ربنا دلنا وأرشدنا على سلوك الطريق المستقيم الموصل إليك وإلى رضوانك وجناتك.. وثبتنا على ذلك.. بل وزدنا هدى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد : 17] "..وهو الطريق الوحيد إلى الله الواحد الأحد .. {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام : 153].
إن طريق الحق واحد أبلج.. ليس وراءه إلا الباطل..{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء : 81]..وكل الذي يخالف الحق فهو الضلال والظلمة..{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس : 32].. وهو النور والهدى والضياء ..{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة : 16]".
جاء من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله.. قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك.. فقال صلى الله عيه وسلم: "قل آمنت بالله ثم استقم" فقال يا رسول الله وما أخوف ما تخاف علي فأشار أو أومأ إلى لسان نفسه "وذلك لأن الاستقامة تكون في القلب والأعمال والجوارح.. وحتى اللسان..
وجاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "لن يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولن يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه "..فإن استقامة اللسان تؤثر وتدل على استقامة القلب..
الإستقامة منهج حياة
فالقلب هو محل ووعاء للإيمان قال تعالى {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم} فإذا استقام القلب انكست الآثار الطيبة الآثار المباركة على بقية الجوارح.. يقول تبارك وتعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج : 32] بلا شك إنه التعظيم الجميل للشعائر من أوامر الله ونواهيه..لأن ما يحدث من المرء من حركات أو سكنات في أقواله وأفعاله .. وفي ذهابه وإيابه.إذن فالإستقامة منهج شامل للحياة.
.. والمؤمن في عباداته مع الله وتعاملاته مع الناس ينطلق من استقامة قلبه مع الله وعلى صراطه المستقيم القلب.. ثم تستقيم الجوارح ..ومهما استقام العبد فلابد من الخطأ والتقصير..وجبر ذلك يكون بالعودة إلى الله والتوبة والاستغفار.. والإكثار من الأعمال الصالحة من الفرائض والنوافل .. قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} [فصلت : 6].
والطلوب من العبد الاستقامة وهى الإصابة والسّدَاد.. فإن نزل عنها فالتفريط والإضاعة.. جاء في الحديث عن ثوبان، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)) .
وقوله: (( استقيموا ولن تحصوا ))
أي: لن تطيقوا ولن تبلغوا كل الاستقامة .. لكن على الإنسان المسلم أن يحاول.. فإِن لم يقدر على السداد فالمقاربة ..كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر بقوله: "سَدِّدُوا وقاربوا، واعلموا أَنه لن ينجو أَحد منكم بعمله. قالوا: ولا أَنت يا رسول الله؟ قال: ولا أَنا إِلا أَن يتغمَّدنى الله برحمة منه وفضل".
فجمع فى هذا الحديث مقامات الدّين كلها. فأَمر بالاستقامة وهى السّداد، والإِصابة فى النيّات والأَقوال. وأَخبر فى حديث ثوبان أَنهم لا يطيقونها فنقلهم إِلى المقاربة، وهى أَن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم، كالَّذى يرمى إِلى الغرض وإِن لم يُصبه يقاربه. ومع هذا فأَخبرهم أَن الاستقامة والمقاربة لا تنجى يوم القيامة، فلا يركن أَحد إِلى عمله، ولا يرى أَن نجاته به، بل إِنَّما نجاته برحمة الله وغفرانه وفضله،
الإستقامة نوعان
وكل ذلك يدل على أن الاستقامة نوعان:
الأول: استقامة الأكابر وهذه لا يستطيعها إلا أهل العلم والإيمان والعبادة، ولذلك خوطب بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، فقال جل وعلا: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [هود : 112].
الثاني: استقامة العامة وهي السير المعتدل والتي هي فعل الأوامر واجتناب النواهي، فهذه أمر الله بها بقوله:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف : 13].
إن الطريق واحد، والرب واحد، فلنوحد قلوبنا إلى الله، فإن وراء الاستقامة فتور وضعف، قال عليه الصلاة والسلام:"يا عبد الله بن عمرو بن العاص " إن لكل عامل شره ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنه فقد أفلح "
أي: أن لكل عامل نشاط وهمة،وأن كل نشاط وعمل لابد وأن يعقبه فتور وكسل.
فالمسلم اللبيب يتقلب بين الطاعات، من تلاوة للقرآن وتدارس للسنة، وحرص على بر الوالدين وصلة الأرحام، فذكر لله ودعوة إلى الله، وصدقة وإحسان، ونصح وعلم وتعليم ، كالنحلة ينتقل من بستان إلى آخر، وهو يعيش أجواء الاستقامة بأنواعها، ودوماً يسأل ربه "اهدنا الصراط المستقيم".
والاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين، وهو القيام بين يَدى الله تعالى على حقيقة الصّدق، والوفاءِ بالعهد..
وبقدر ما يسير العبد مستقيما على الصراط المستقيم في الحياة الدنيا بقدر ما يسير على الصراط المضروب على متن جهنم والموصل إلى الجنة ..والذي هو أدق من الشعر وأحد من السيف.. فالناس على حسب استقامتهم في هذه الدنيا..
فمن استقام في هذه الدنيا على الطريق المستقيم سوف بمشيئة الله يستقيم ويسير السير المعتدل نحو جنة رب العالمين والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

السبت، 18 يوليو 2009

في ذكرى الإسراء والمعراج : انتهى زمن المعجزات .. فهل نحن أهل للكرامات ؟

تطل علينا ذكرى الإسراء والمعراج ، تلك الذكرى المجيدة العطرة ، التي تذكرنا بمقام سيدنا محمد e وتكريم ربه له في رحلة الإسراء المباركة ليلة السابع والعشرين من شهر رجب الخير من البلد الحرام في مكة المكرمة الى بيت المقدس في فلسطين بلد أبي الأنبياء إبراهيم ثم عروجه e من المسجد الأقصى الى السماوات العلى..
وقد جرت عادة المسلمين اذا احتفلوا بالإسراء والمعراج أن يقتصروا على ترديد القصة وتبيان متى وكيف وقعت والتأكيد على أنها كانت بالروح والجسد معجزة لنبينا محمد عليه الفضل والصلاة وأزكى السلام.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى (بيت المقدس) واسطة العقد في الرحلة المباركة ففي بيت المقدس انتهت رحلة النبي e الارضية لتبدأ رحلته الأرضية – السماوية.
..ونحن نحتفل في ذكرى الاسراء والمعراج أرجو أن لا ننسى فلسطين وهي الحيّة دائماً في ضمير الشعوب..الميتة غالباً في ضمير أولي الامر إلا من رحم ربي.
وفلسطين الأرض المباركة والقدس على وجه الخصوص تتعرض اليوم لأخطر مشروع تهويدي لتغيير معالمها العربية الاسلامية وتزوير حاضرها وماضيها على السواء.
ولعلّ القرار "الإسرائيلي" الأخير بإزالة اللافتات التي تحمل الأسماء العربية للقرى والبلدات الفلسطينية يمثل أشنع حلقة من مسلسل التهويد المستمر منذ اكثر من 60 عاماً.
القائد المسلم صلاح الدين لم يُرَ يوماً ضاحكاً..فلما سئل عن سبب تجهمه وعبوسه الدائم قال: كيف أضحك والقدس مازالت في أيدي الصليبيّن..
وبينما تستعد أمتنا اليوم من أدنى المشرق الى أقصى الغرب للاحتفال بالذكرى المجيدة..تستعد في نفس الوقت منظومة الحاكمين "بالجملة" لإعطاء صك البراءة والمباركة للدولة اليهودية الغاصبة المزعومة ..
بل يترامون عند الأعتاب يقبلونها علّ هذا الكيان الغاصب يقبل بما يسمونه مبادرة "السلام" العربية. يحتلون ديارنا ويشردون ويقتلون أطفالنا وينتهكون حرماتنا ثم نعرض عليهم السلام مقابل فتات من الأرض المحتلة التي هي لنا من الاصل.
هل حقاً نحن نحتفل بالإسراء والمعراج وغزة الجريحة ما تزال تحت الحصار العربي قبل الاسرائيلي..
البعض يسمح للغواصات الصهيونية بتبديل جنود الأعداء ما بين (أشدود) و(إيلات)- وعذراً لاستخدام الاسماء - عبر قناة السويس.. متذرعاً بالمعاهدة .. بينما يتناسى عهده مع الله في عالم الذر..ويقفل بواباته الحدودية مع القطاع المحتل ويمنع مرضى غزة ومستضغفيها من تلقي العلاج في أرض الكنانة.
ثم يقف مع ثلّة من رجال الدين والدنيا ليحتفل بذكرى الاسراء والمعراج "عجيب اللي استحوا ماتوا"..
ما أود ان اقوله إن ليلة الاسراء والمعراج هي ليلة فلسطين بامتياز والله سبحانه وتعالى هو المبدئ والمعيد.. وكما أُخرج أهلنا من فلسطين لعشرات السنين، هو القادر على إعادتهم..
المهم أن نستفيد من الدرس ونتأدب مع الله ونسلك سبيل الإسلام المجاهد ونتابع طريق المقاومة والممانعة لنصبح مؤهلين للعودة المباركة إلى فلسطين..لليحقق الله على أيدينا وعده وندخل المسجد كما دخله eأول مرة مرفوعي الرأس قادة وسادة طاهرين ومطهرين.
عندما أُخرج النبي e من مكة بفعل الاجرام والإرهاب "القرشي" وسار في طريق هجرته بظاهر مكة..التفت إلى البلد الحرام يخاطبها: " والله إني لأعلم انك خير أرض الله، وأحب ارض الله إليّ . ولولا اني أُخرجت منك ما خرجت".
يذكر أهل السير ان النبي e لما بلغ الجُحْفة - آبار علي- في طريقه الى مكة ..أنزل الله تعالى عليه قوله: " إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد" (القصص 85) أي لرادُك الى مكة التي أخرجوك منها..
ويمكث النبي e مجاهداً مكابدأ في دار هجرته ..وتمر السنون فتنتصر القلة المؤمنة على الكثرة الطاغية فيعود e إلى مكة بعد بضع سنوات فاتحاً منتصراً وهذا ما كان ليخطر على بال أحد..
كانت عودته شاهداً على نصرة الله الدائمة وتأييده لعباده المستضعفين "ونريد ان نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (القصص:5-6). وهذا انما يتحقق عندما يوجد الصبر واليقين بالله..
كلمة أخيرة أحب أن أوجهها إلى الإخوة الفلسطينيين في الداخل والخارج الى أهل الرباط والمقاومة والى أهل الموادعة والمسالمة..
فلسطين اليوم في خطر والقدس في خطر والاقصى في خطر ومتى لم تكن كذلك منذ عقود؟ والخطر الاكبر في أن تستمروا على اختلافكم وتفرقكم عن حقكم مع تمسك أعدائكم بباطلهم وبذلهم الأرواح والمهج لتكريس كيانهم الاحتلاليّ وانتزاع "الإعتراف والتسليم" العربي والاسلامي والاقرار له بديمومة الحياة وهنا الخطر الأكبر.
لا ترضوا بعودة ذرة من التراب الفلسطيني مساومة ً على حساب باقي الارض والشعب وهما أمانة في أعناقكم لا تقولوا نأخذ اليوم بالسلام المزعوم ما استطعنا ونترك الباقي للايّام..فهذه طريق العاجزين...ومن لا يملك كيف ننتظر منه أن يعطي..
عودوا إلى وحدتكم ومشروعكم الأساس لا تقابلوا العجرفة الصهيونية بالميوعة والتخاذل.. احضنوا المقاومة واحملوا مشروعها وكونوا على يقين بأن الله القدير الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى قادر على ان يسري بأمتكم في ليلها البهيم ما كانت الرحلة الشاقة المعجزة من المسجد الى المسجد...افقهوا الرسالة..
المهم أن تعينوا أنفسكم بكثرة السجود والتذلل بين يدي الله إذا أردتم أن تكون فلسطين مسجداً لله وانطلقتم من مسجدكم ومحرابكم الى ساحة حربكم لتحرير فلسطين فما أقصر الطريق وأسهلها.
أما إذا أردتم الانطلاق من "الرباعية" عبر خارطة الطريق الاميركية فمبادرة " السلام العربية".بالتأكيد لن تصلوا إلى المسجد الاقصى بل ربما تصلون بجدارة إلى "الكنيست" رمز تشريع الإحتلال وقوننته..!
في ذكرى الإسراء والمعراج..ظلام دامس كثيف يلف العالم الاسلامي من أفغانستان الى الصين..
ودماء طاهرة لشهيدة الحجاب في المانيا تقدم طاهرة على مذبح الإلتزام الاسلامي..
فنحن في زمن تقتل فيه المرأة لحجابها وتمنع فيه عن الجريح قطرة الماء وحبة الدواء...ونسأل الله بعد ذلك الرحمة... ؟!!
والله يقول: ( إن رحمة الله قريب من المحسنين) (الأعراف:56) فلنحسن التصرف لتدركنا رحمة الله..
ولندع اليأس والقنوط جانباً...( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) (الحجر:56)
وكونوا على يقين بأن الله وحده القادر على إنارة ظلام أمتكم بالمعجزات..والإسراء بأمة الحبيب المصطفى لأقصى المساجد والمقامات العلى.. لكن مع تسليمنا بأن زمن المعجزات قد انتهى بانقطاع النبوة.. فأرجو أن يوجد الله في أمتنا من هم أهل للكرامات بعد ولى زمن المعجزات؟!