الأحد، 7 أغسطس 2011

رمضان والثورات العربية

رمضان .. والثورات العربية
بقلم : الشيخ جمال الدين شبيب
رمضان هذا العام له نكهة مختلفة ! الزمن زمن التغيير والثورات العربية الهادرة .. الكل يريد إسقاط النظام وكأننا أمة على عداوة مديدة مع الكلمة بمعناها اللغوي .
في رمضان تصفد الشياطين ..فهل سنرى شياطين الإنس في استراحة عن سفك الدماء وقتل الناس بدم بارد؟ وهل سيصوم المتقاتلون عن تبادل جريمة القتل التي حرمها الله وأوجب القصاص على مرتكبيها؟
أم سنشهد فصلاً جديداً من القتل المتبادل على صدى صرخات الله أكبر؟ في شهر الصوم لا أريد أن أعكرعلى الصائمين صيامهم . لكنني ألفت نظر الجميع لضرورة الاستفادة من الشهر الكريم وأجوائه الروحانية ليعود الناس إلى صوابهم حكاماً ومحكومين.
رسول الله (ص) يخبرنا أن الصوم جُنّة أي وقاية من النار.. فهل نُعجّل على أنفسنا بإحراقها بنار الدنيا قبل الآخرة؟ ليس هذا نوع من التبسيط الكلامي لكن دعوة مفتوحة للتقوى والمغفرة في شهر التقوى والمغفرة. ..نتألم لكل نقطة دم تسقط في فتنة يدفع ثمنها البسطاء والأبرياء ويتمتع بوافر ثمارها أصحاب الغايات ومشتهو الكراسي ممن لم يتعودوا القيام عنها لأكثر من قضاء الحاجة الطبيعية ليعودوا إليه سريعاً رافقتهم .. السلامة.
في شهر رمضان المبارك نخاطب أهلنا و إخواننا العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر لنحرك العقول قليلاً .. فنقول رمضان شهر الانتصارات شهر بدر والفتح ..فتح مكة ..وفي كليهما دروس .. حسبنا من كل موقعة درس واحد.
في بدر الكبرى كانت المعركة بين الايمان والكفر بقيادة نبوية واضحة الأهداف والمعالم. قيادة رفضت أن تساوم على عقيدتها ودعوتها. وصبرت فاستحقت النصر على وقع خطوات الملائكة.
وفي فتح مكة اطلق الرسول الأكرم في وجه أعدائه ومن حاربه من عشيرته وقومه فضيلة العفو عند المقدرة التي يعز نظيرها إلا عند من يحمل أخلاقاً محمدية : إذهبوا فأنتم الطلقاء .
من يرضى اليوم من أهل الثورات المستدامة والجديدة أن ينزل تحت القيادة النبوية فيحتكم للشرع الشريف يلتزم عقيدته وشريعته دون مساومة أو مرابحة ليستحق نصر الله والغلبة إن كان من أهلها...
من يجرؤ على المسامحة والغفران ؟.. لتهدأ النفوس ويتوقف القتل المجاني ..وهذا لا ينفي ضرورة المحاسبة على الارتكابات والجرائم لتعلقها بحقوق الناس.ولكن كيف يبسط بعض الناس أيديهم في رمضان: يارب يارب نسأله المغفرة..إذا كنا لم نتعود المسامحة والمغفرة ( وليعفوا وليصفحوا .. ألا تحبون أن يغفر الله لكم)؟؟ صدق الله العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق