كلما حمي وطيس المعركة الانتخابية في صيدا .. كلما أمعنت الأطراف المتصارعة في استحضار << البروباغندا >> أي الدعاية الانتخابية .. والتي كانت في الماضي تكتفي بصورة الزعيم مذيلة بلقب الـ<< البكاوية >> .. أو توقيع شعارات قديمة جديدة على الجدران بالفحم أو الطلاء الأسود .. يوم كانت الصور متوسطة الحجم مطبوعة بالأبيض و الأسود أو الأزرق أو الأحمر لون واحد فقط .. أو مرسومة باليد..
أما اليوم فقد تغيرت الأمور وصارت الصورة الملونة سيدة الموقف بأحجامها الكبيرة وأنواعها المتعددة << بانوهات >> و << فينيل >> .. بعد صقلها وتزيينها عبر فن << الفوتو شوب >> حتى صارت تحاكي الزعيم بل وأحلى..
لا شك أن أهلنا من كبار الصيداويين المعمرين لو سمعوا بهذا الكلام لظنوا أنها أسماء لعفاريت تغزو المدينة من قبائل الجن ..فصيدا الطيبة تعيش اليوم وسط غابة <<البروباغندا>> الزاحفة من مدخلها الشمالي الى شوارعها التي اتسعت بعد ان دخلها العمران ..
ولعبة الصورة والشعار قديمة – جديدة .. تستحضر اليوم في صيدا من جميع الأطراف بحسب المنطلقات والأهداف .. فالزعيم الشعبي يحرص على التقاط الصور في الأسواق بهندامه المعتاد غير الممعن في السرف .. ودائماً مع العمال والكادحين في زيارات منظمة ومؤقتة تبرز حنانه وعطفه وحدبه على أبناء طبقته .. تارة يشرب الماء بإبريق الزجاج أو يتناول لقمة الفول على مدى الصورة في مطعم شعبي في البلد القديمة أو وسط مدينة العمال الصناعية.فهو ابن خط << نزيه ومعروف وحقاوي>>.
أما الزعيم القادم من وسط دنيا الإدارة والأعمال يجول قليلاً في السوق التجاري يحيي التجار ويصافح بعض المارة المقبلين باستغراب ودهشة لما يرونه من تواجد غير معتاد لزعيمهم ، دون أن يخفوا وجلهم من تعقيد الاجراءات المحيطة لأسباب لا تخفى ..
وإن كانت ساحة اللقاء الأوسع تبقى <<دارة العائلة >> التي احتضنت الترشيح كما احتضن المرشح مسيرة العملاق الراحل .. من مقاعد الدراسة حتى دروب الحياة ومفترقاتها الصعبة .. محافظاً على عهد الصداقة وفياً للمسيرة على قلة الأوفياء في عالم المال والأعمال.<< وما مننسى والسما زرقا >> و << مستمرون >>!
طوابير طويلة من الصيداويين شيباً وشباناً وفتيات لا تعوزهن الفتنة يتقاطرون للسلام بأجمل حلى وأبهى صورة وكانهن في عرس أو قل كلهن العروس .. ويتسابقون لأخذ الصورة مع الأحبة من الزعماء والكبار .. هذه الصورة التي يشوبها ظهور عنصر الأمن المدني المرافق فيخطف منهم حميمية الصورة حتى تبرد حرارة السلام وتضيق مساحة الابتسامة..
صور الشهداء << المستحضرين >> في المناسبات وحدها غائبة هذه الأيام ربما لأنها تبقى أسمى من أن يعبث بها فنانو << الفوتو شوب >> محافظة على شبابها ولحظتها بالأبيض والأسود.. كأنهم من عليائهم يتفرسون في الوجوه المتغيرة والمتلونة بحسب المقام ..و يتعجبون ..
بعد الثامن من حزيران القادم ستنفض الأعراس ويتوقف المصورون عن التقاط الصور وستستقبل جموع المهنئين لأيام معدودة هنا أو هناك ..
.. هكذا هي الحياة مكرٍّ مفرًّ مقبلٍ مدبرٍ # كجلمود صخر حطه السيل من علٍ
سيعود الجائع الى بيته يركض وراء لقمة العيش ويعود المتخم الى مائدته التي لم يفارقها يوماً إلا لعلةٍ ألمت به أو لمشاغل أخرتها عليه..
فيما ينصرف الزعماء متحدين أو منفردين لتدبير شؤون الرعية ووضع بنود الميزانية الجديدة وفيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ... من فنون الضرائب المباشرة وغيرالمباشرة ولا ننسى الـ TVA.
وسيعتذر الزعماء من كلا الفريقين .. من المواطن المسكين دائماً ..وسيغرقونه أسفاً لأن عليه معاناة تقنين قاسٍ مجدداً وتحمل قرارات صعبة ليصمد البلد أمام الأزمات المالية القادمة والمتفاقمة أصلاً فأمامنا دائماً استحقاقات صعبة علينا مواجهتها.
وفيما يستعد الجميع مجدداً لينطلقوا نحو محطة جديدة لا تفصلنا عنها سوى أشهر معدودة ..<< الانتخابات البلدية والاختيارية>> ..
سيتم تنفيذ بعض الوعود << المقدور عليها >> من هنا وهناك لزوم الحفاظ على الصادقين والأوفياء لجولة قادمة ..لكن دوامة الحياة ستعيد ابتلاعنا و همومنا كما ابتلع بحرنا نصف المدينة يوماً ليبقي على << جزيرتنا >> بعيدة عنا قريبة منا ..
وأياً يكن الفائز وأياً يكن مشروعه سنصافحه مهنئين .. ونمد أيدينا مجدداً الى جيوبنا لنحسب كم بقي من مال لآخر الشهر.. لأن أرض اللبن والسمن والعسل الواردة في العهد القديم . لايعيشها المرء إلا من حسابه.
وقبيل انتخابات الـ 2013 بقليل سنسمع كلام واضح من صيداوي عتيق يهمس متربعاً في زاوية النسيان. يوم نسأله عن شعارات أصحاب الصور ما تحقق منها وما لم يتحقق ويجيبنا بنبرة قوية : < .. ياعمي هيدي مجرد بروباغندا صيداوية ..>>
أما اليوم فقد تغيرت الأمور وصارت الصورة الملونة سيدة الموقف بأحجامها الكبيرة وأنواعها المتعددة << بانوهات >> و << فينيل >> .. بعد صقلها وتزيينها عبر فن << الفوتو شوب >> حتى صارت تحاكي الزعيم بل وأحلى..
لا شك أن أهلنا من كبار الصيداويين المعمرين لو سمعوا بهذا الكلام لظنوا أنها أسماء لعفاريت تغزو المدينة من قبائل الجن ..فصيدا الطيبة تعيش اليوم وسط غابة <<البروباغندا>> الزاحفة من مدخلها الشمالي الى شوارعها التي اتسعت بعد ان دخلها العمران ..
ولعبة الصورة والشعار قديمة – جديدة .. تستحضر اليوم في صيدا من جميع الأطراف بحسب المنطلقات والأهداف .. فالزعيم الشعبي يحرص على التقاط الصور في الأسواق بهندامه المعتاد غير الممعن في السرف .. ودائماً مع العمال والكادحين في زيارات منظمة ومؤقتة تبرز حنانه وعطفه وحدبه على أبناء طبقته .. تارة يشرب الماء بإبريق الزجاج أو يتناول لقمة الفول على مدى الصورة في مطعم شعبي في البلد القديمة أو وسط مدينة العمال الصناعية.فهو ابن خط << نزيه ومعروف وحقاوي>>.
أما الزعيم القادم من وسط دنيا الإدارة والأعمال يجول قليلاً في السوق التجاري يحيي التجار ويصافح بعض المارة المقبلين باستغراب ودهشة لما يرونه من تواجد غير معتاد لزعيمهم ، دون أن يخفوا وجلهم من تعقيد الاجراءات المحيطة لأسباب لا تخفى ..
وإن كانت ساحة اللقاء الأوسع تبقى <<دارة العائلة >> التي احتضنت الترشيح كما احتضن المرشح مسيرة العملاق الراحل .. من مقاعد الدراسة حتى دروب الحياة ومفترقاتها الصعبة .. محافظاً على عهد الصداقة وفياً للمسيرة على قلة الأوفياء في عالم المال والأعمال.<< وما مننسى والسما زرقا >> و << مستمرون >>!
طوابير طويلة من الصيداويين شيباً وشباناً وفتيات لا تعوزهن الفتنة يتقاطرون للسلام بأجمل حلى وأبهى صورة وكانهن في عرس أو قل كلهن العروس .. ويتسابقون لأخذ الصورة مع الأحبة من الزعماء والكبار .. هذه الصورة التي يشوبها ظهور عنصر الأمن المدني المرافق فيخطف منهم حميمية الصورة حتى تبرد حرارة السلام وتضيق مساحة الابتسامة..
صور الشهداء << المستحضرين >> في المناسبات وحدها غائبة هذه الأيام ربما لأنها تبقى أسمى من أن يعبث بها فنانو << الفوتو شوب >> محافظة على شبابها ولحظتها بالأبيض والأسود.. كأنهم من عليائهم يتفرسون في الوجوه المتغيرة والمتلونة بحسب المقام ..و يتعجبون ..
بعد الثامن من حزيران القادم ستنفض الأعراس ويتوقف المصورون عن التقاط الصور وستستقبل جموع المهنئين لأيام معدودة هنا أو هناك ..
.. هكذا هي الحياة مكرٍّ مفرًّ مقبلٍ مدبرٍ # كجلمود صخر حطه السيل من علٍ
سيعود الجائع الى بيته يركض وراء لقمة العيش ويعود المتخم الى مائدته التي لم يفارقها يوماً إلا لعلةٍ ألمت به أو لمشاغل أخرتها عليه..
فيما ينصرف الزعماء متحدين أو منفردين لتدبير شؤون الرعية ووضع بنود الميزانية الجديدة وفيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ... من فنون الضرائب المباشرة وغيرالمباشرة ولا ننسى الـ TVA.
وسيعتذر الزعماء من كلا الفريقين .. من المواطن المسكين دائماً ..وسيغرقونه أسفاً لأن عليه معاناة تقنين قاسٍ مجدداً وتحمل قرارات صعبة ليصمد البلد أمام الأزمات المالية القادمة والمتفاقمة أصلاً فأمامنا دائماً استحقاقات صعبة علينا مواجهتها.
وفيما يستعد الجميع مجدداً لينطلقوا نحو محطة جديدة لا تفصلنا عنها سوى أشهر معدودة ..<< الانتخابات البلدية والاختيارية>> ..
سيتم تنفيذ بعض الوعود << المقدور عليها >> من هنا وهناك لزوم الحفاظ على الصادقين والأوفياء لجولة قادمة ..لكن دوامة الحياة ستعيد ابتلاعنا و همومنا كما ابتلع بحرنا نصف المدينة يوماً ليبقي على << جزيرتنا >> بعيدة عنا قريبة منا ..
وأياً يكن الفائز وأياً يكن مشروعه سنصافحه مهنئين .. ونمد أيدينا مجدداً الى جيوبنا لنحسب كم بقي من مال لآخر الشهر.. لأن أرض اللبن والسمن والعسل الواردة في العهد القديم . لايعيشها المرء إلا من حسابه.
وقبيل انتخابات الـ 2013 بقليل سنسمع كلام واضح من صيداوي عتيق يهمس متربعاً في زاوية النسيان. يوم نسأله عن شعارات أصحاب الصور ما تحقق منها وما لم يتحقق ويجيبنا بنبرة قوية : < .. ياعمي هيدي مجرد بروباغندا صيداوية ..>>