من يقرأ لبعض المستكبتين الموتورين "و المعقدين" بامتياز من سيادة أجواء الصحوة والوعي الإسلامي في مجتمعنا العربي منذ نحو عقدين ونيف من الزمن يشعر بكثير من " القرف" وقليل من "الرثاء" لحالة أولئك المتسلقين على الأقلام الباحثين عن الشهرة والمجد المتخذين شتم نيهم وتسفيه عقيدة مجتمعهم طريقاً سريعاً وسهلاً للشهرة وتحقيق الذات!.
قرأت لأحدهم كلاماً يبدي فيه تبرمه وضيقه مما يسميه "سيادة مرجعية الفتوى على مرجعية القانون" بما يقلل من مساحة "الدولة المدنية" على حساب تضخم "الدولة الدينية"!.
ومن يقرأ يعتقد أنه يعيش قروناً عفا عليها الزمن .. ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
يتباكى المسكين على "الحريات" الضائعة بين السلطات السياسية والسلطات الدينية وينعى تحالف ما يسميه بالاستبداد السياسي و الاستبداد باسم الدين..! ويسارع إلى دعوة من يسميهم بـ "نحن المثقفين" إلى السعي :
1- لتفكيك هذا الحلف غير المقدس.
2- الاجتهاد لإلغاء أو تعديل القوانين التي تكبل حرية الرأي والإعتقاد (مثل قانون الجنسية / مصر).
3- تنقية الاعلام والتعليم من النزعات لطائفية وشهوة نفي الآخرة.
4- عزل الجهات الدينية عن التدخل في كل صغيرة وكبيرة. فنحن أدرى بشؤونه دنيانا وحيثما توجد المصلحة فثم وجه الله!
5- انقاذ الدولة المدنية من قبضة الدولة الدينية وتحرير الوطن بل الدين نفسه من سجن فقهاء الظلام..!
6- إقامة تحالف المقموعين في مواجهة تحالف القامعين ليشكل سداً في وجه الشلال الجارف الذين يهدد الحضارة والحرية والحياة والأنسان ؟! (راجع صحيفة الحياة- الأحد 16 / أب 2009– ص14 – تيارات).
بالله عليكم ألا تطنون أننا نعيش عصر الإسلام الحاكم الآمر الناهي – ربما البعض يسؤوه ذلك...
ربما لم تصل الحركة الإسلامية اليوم إلى سدة الحكم في كثير من الأقطار بل في معظمها...لكن تأثيرها في اتساع مساحة الوعي والعقل في المجتمع أصبح أكثر من ظاهر...وما هذا التبرم والضيق الذي يبديه هنا وهناك .. بعض من بقايا اليسار الملحد البائس...مما يضيء لنا ويشكل صورة لما هو قادم من النصر والتمكين والسيادة لحكم الله في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بإذن الله.
ورغم أن بعضاً من الكلام الوارد على ألسنة هؤلاء يمكن إدراجه في خانة كلام الحق الذي يراد به الباطل.... لذلك لا ينبغي أن تأخذنا نشوة الإنتصار فلا نستمع لأنين الآخر. إن دورنا كإسلاميين يبدأ من تبديد هواجس الآخر والحوار معه وإقناعه بما نراه ونعيشه من الحق...فإن تجنّى وأصر على هذيانه..اكتفينا بالتمسك بما نراه من الحق دون إستئثار أو سعي لاستئصال أو إلغاء المخالف.....
..حتى في زمن النبوة والخلافة الراشدة كان هناك مخالفون مصادون ومشككون في صلاحية المشروع الإسلامي وأهليته وسيادته.... يضخمون ما يتوهمونه أخطاءً تشوبه – ولو كان هدفهم الإصلاح لاستمعوا إلى صوت الحوار القرأني والهدى النبوي- لكن عقدة "الأستكبار" صدتهم عن الحق...وها نحن اليوم ندعو الجميع إلى كلمة سواء ويهمنا أن نوضح الأتي:
إن تسميم عقول الأجيال الطالعة عبر تشويه التعاليم الإسلامية ووصم من يدعو إليها بالإرهاب تارة والتخلف و التطرف آخرى دون وجه حق. أمر غير منطقي وغير مقبول .. فمن يقوم بأعمال إرهابية (القتل لمجرد القتل أو للتأثير في آراء الآخرين ) فهو إرهابي أما من يدافع عن أرضه وعرضه فهو مقاوم ومجاهد شريف.
ومن يدعو إلى الله على بصيرة ويجادل بالي هي أحسن لا يمكن أن يكون متطرفاً أو مقيداً للحريات الإنسانية التي كفلها الإسلام للناس جميعاً .. بل محاوراً لبقاً متميزاً.....
ولا أنكر أن بعض من يحملون الإسلام ولواء الدعوة إليه ربما يأخذهم الحماس ويعوزهم الأسلوب السليم لكن هذا نادر والنادر لا حكم له.
وعندما يدعو البعض لانقاذ الدولة المدنية من "الدينية" يؤكد لنا مدى نجاح المشروع الإسلامي ومدى الخطر الذي تيهدد أعداءه فهم يرون مشروعنا قاب قوسين أو أدنى من قطف الثمار.
وربما الصبح موعدهم.. أليس الصح بقريب؟! ولعل دعوة أولئك المستأجرين لتحرير الأوطان من سجن فقهاء الظلام تؤكد لنا مدى الظلام الذي يعيشونه في داخلهم عندما يهرفون بما لا يعرفون.
فحتى الساعة لم أجد من يوضح لي معنى هذا التركيب (فقهاء=دقة الفهم) + (ظلام=جهل وعماء) كمن يقول صبح الليل أو ليل الصح. وهل أسخف من ذلك بعد؟!.
وأشكر دعوة أولئك "الضالين" المتحالفين "المغضوب عليهم" للرجوع إلى الصواب و الإبتعاد عن فعل القمع الذي أتقنوا ممارسته بل ومازلوا يمارسونه على عقولهم قبل الأخرين.
وما زلنا نذكر مآثر تسامحهم في الدول الإسلامية المحتلة في "الاتحاد السوفياتي" ومجموعته الاشتراكية في بعض الدول العربية والإسلامية بل من العيب الكبير أن يتحدث الجلاد عن القمع والإضطهاد ويلبس الذئب ثوب الحمل ليزعم أنه من المقموعين.,,
ورحم الله من قال: رمتني بدائها وانسلت وأختم بقول الله عز وجل [ فإنها لا تعمى الأبصار...ولكن تعمى القلوب التي في الصدور] أعاذنا الله وإياكم من عمى القلوب. ونور قلوبنا وأبصارنا بأنوار الحق والتوحيد والإيمان و الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق