اللبنانيون عامة وأهل صيدا خاصة أوفياء لما يرونه حقاً .. وسينزلون زرافات ووحداناً ليدلوا باصواتهم لمن وقف معهم في المراحل الصعبة.
هم يعرفون حق المعرفة من الذي يدافع عن حقوقهم ويصون حريتهم ويحفظ كرامتهم و يبلسم جراحاتهم ويخفف من معاناتهم.
الصناديق ستقول كلمتها وستأتي لنا بمجلس لن يكون الفرق فيه شاسعاً بين موالٍ ومعارض . وربما تبدلت المواقع فصار الموالون في موقع المعارضين والعكس يصح. دون أي تأثير على اتجاه البلد فالكل محكوم بالمشاركة في إدارة بلد لم يتعافى من أمراض الطائفية والعشائرية.. حتى الساعة!
ربما تتبدل أو تتنوع صيغة المشاركة شكلاً أو اسماً ..لكن في الأساس الكل ملتزم بهذه الصيغة بطريقة معينة .. إنه لبنان لا مجال فيه للتفرد والاستئثار من أية جهة .. حتى يبقى موجوداً بالفعل.
هي الانتخابات الأضخم تمويلاً وبذخاً في تاريخ لبنان والعالم، بل هي الأوسع تجاوزاً لمعايير الدول المتقدمة .. يتداخل فيها الديني والسياسي والطائفي والمذهبي.ويحشد فيها كل فريق ما استطاع من خيل وركاب ليوم الفصل السابع من حزيران!
وعلى ذمة صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير نشرته عن الانتخابات النيابية اللبنانية، أن مئات ملايين الدولارات تتدفق إلى لبنان من الخارج لشراء أصوات الناخبين، واصفة هذا الاستحقاق الانتخابي بأنه سيكون من بين الأعلى كلفة في العالم.
وبحسب الصحيفة فإنّ السباق سيكون الأكثر حرية والأكثر تنافساً خلال عقود، مع وجود عدد قياسي من المرشحين المشاركين، إلا أنه بالتأكيد سيكون الأكثر فساداً.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أنّ شراء الأصوات يتم بالمال أو بالخدمات، إذ أن المرشحين يدفعون لمنافسيهم مبالغ طائلة للانسحاب، كما أن كلفة التغطية الإخبارية التلفزيونية آخذة في الارتفاع، وأن المال يدفع للآلاف من المغتربين اللبنانيين للقدوم إلى لبنان للتصويت في الدوائر المتنازع عليها.
ولفتت إلى أنّ هذا الواقع، بحسب الناخبين والعديد من مراقبي الانتخابات والمرشحين السابقين والحاليين، يغذي الفكرة الساخرة عن السياسة في لبنان، الذي قد يكون شكلياً، الدولة العربية الأكثر ديمقراطية، ولكنه عملياً محكوم بالطائفية والمحسوبية والولاء للعشيرة.
وأضافت انه على الرغم من المبالغ الهائلة التي تنفق، إلاّ أن الكثير من اللبنانيين يرون أن السباق يكاد يكون غير ذي صلة، موضحة أنّ "التركيبة السياسية الطائفية في لبنان تضمن استمرار حكومة "الوحدة الوطنية" الحالية، التي تمنح الخاسر حق النقض (الفيتو) للحفاظ على السلم الأهلي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بالنظر لكون كل مقعد في البرلمان اللبناني تحدده الطائفة الدينية، فإن الانتخابات تميل إلى تعزيز التركيبة الاقطاعية في لبنان عبر شبكة من الرجال من أسر معروفة محسوبين على كل طائفة ومنطقة".
ووصفت الصحيفة الانتخابات بالنسبة للفقراء في لبنان بأنها <<"عيد ميلاد" يكثر فيه المال والرعاية الصحية وقسائم الوجبات الغذائية وغيرها من التقديمات.>>
.. هذه هي الصورة التي تراها الصحيفة الأميركية عن اللبنانيين.. ربما تكون صادقة في بعض التفاصيل لكن اللبنانيين فيهم الكثير من أهل الوفاء الذين لا يعيرون للمال السياسي قيمة ..
جُلُّ اللبنانيين يعتبرون نزولهم في السابع من حزيران واجباً وطنياً لا علاقة له بالمملكة العربية السعودية أو إيران. بل يرونه يوماً وطنياً بامتياز. يسارعون فيه للنزول والاقتراع قبل غيرهم دون أن أن يتلقوا اتصالاً يحثهم أو ينتظروا سيارة تقلهم.
اللبناني بطبعه ذكي ومثقف ولا تتجاذبه الأهواء بقدر ما تعود أن يجذبها للمصلحة العامة أو الخاصة.كما يراها وقد تختلف الرؤى او تتعدد لكن تبقى رؤية لبنان بلدأ سيداً حرأ مستقلاً موحدأ متماسكاً شامخ الرأس.هي الصورة الأحب والأجمل في قلوب جميع اللبنانيين.
في السابع من حزيران سيؤكد اللبنانيون والصيداويون وفاءهم بالفعل لا بالقول. وسيثبتون أنهم أوفياء للمبادىء والقيم ولأرواح الشهداء وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالحفاظ على نهجه الجامع الذي حافظ عليه حتى الاستشهاد متحدياً كافة المصاعب والضغوط. هذا النهج الجامع بين الإعمار والنهوض بالبلد اقتصادياً وسياسياً مع الحفاظ على تميزه وممانعته ومقاومته لكل معتد وغاصب وطامع.
.. السابع من حزيران يوم الأوفياء، فعهدي بكم أوفياء لهذا النهج الجامع الذي ارتضاه الرئيس الشهيد في حياته.. حيث لا تناقض بين التحرير والاستقلال فكلاهما يقود الى النهوض الحقيقي بالوطن ويدفع ويصون عجلة الإعمار.
اقترعوا للمشروع الذي ترون أنفسكم ومستقبل أولادكم فيه. واحرصوا على أن يبقى وجه لبنان مشرقاً ورأسه مرفوعاً على الدوام ...وكل انتخابات ولبنان وأهله بألف خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق