لم يكن احتفاظ الأكثرية باكثريتها مفاجئاً لكثير من المراقبين والخبراء في الشأن الانتخابي اللبناني ، خاصة وأن النتيجة كانت متوقعة في استطلاعات للرأي نشرت قبيل ساعات من اجراء الانتخابات.
لكن ما كان مفاجئاً ومرعباً بدرجة كبيرة ، أن تُمنى المعارضة بهزيمة كبيرة. الأمر ليس مرتبطاً فقط بالمحصلة النهائية لعدد المقاعد، ( 71 للأكثرية ) بل في حصول فريق 14 آذار على أصوات إضافية وخصوصاً في الوسط المسيحي، الأمر الذي سيدخل البلاد في مرحلة تجاذب محلي واقليمي لن تكون في مصلحة أي من الفريقين المتنافسين .
خاصة إذا استمر مسلسل التصعيد الكلامي والشحن المذهبي والطائفي ، الذي استطاع أن يحفظ للأكثرية أكثريتها. وحال دون تمكين المعارضة من لجم تراجعها وتآكل مقاعدها.
خسرت المعارضة الانتخابات، وبقيت في المعارضة. وربح فريق 14 آذار وبقيت الاكثرية النيابية في يده. ومسلسل المفاجآت انتهى الى صدمة كبيرة في أوساط المعارضة.
قد يكون هذا الكلام قاسياً في حساب البعض. لكن الأقسى مما هو آت أعظم، إن لم تتحقق مراجعة شاملة وهادئة للحسابات والسياسات التي أدت الى إنتاج << مجلس تكريس الانقسام >> قبيل استحضار أجواء الحرب الأهلية الحاضرة دوماً في النفوس المتأججة.
قد تكون << السُنيّة السياسة >> ربحت المعركة بامتياز لأربع سنوات قادمة أو لست سنوات متوقع قدومها .. مستفيدة من الشحن المذهبي والمال السياسي وربما الغباء وسوء التقدير السياسي لدى البعض.. أما في ساحة المعارضة فلعل نشوة المنابر وكشف ظهر الحلفاء فضلاً عن إيلام ظهورهم بالأخطاء القاتلة والإمعان في فيها .. كان من الأسباب الأساسية التي أدت الى هكذا نتائج.
ولعل السنوات المقبلة ستكون سنوات عجاف على المعارضة قبل أن تستطيع تصحيح وتدارك سلسلة الأخطاء المتراكمة . أو تستمر ممعنة في الإيغال في سلوك الدرب الخاطىء..
قد تكون السنية السياسية بأكثريتها نجحت في التحضير لفرض حصار سياسي على حزب الله يواكبه حصار أمني اقليمي ودولي ضاغط وسط موجات متتابعة من التشوية والتهم غير المسبوقة والمسوقة اسرائيلياً ودولياً.. ولكن هذا لايتحمل مسؤوليته الحزب فهو أمر خارج عنه.. مايتحمل الحزب مسؤوليته ربما هو تغطيته لأخطاء الآخرين وعدم الوقوف في وجهها أو محاولة تصحيحها. بل ربما وقوهه في الفخ المذهبي من خلال الشعور بالنشوة الكاذبة لما تصوره نصراً فكان فخاً يصعب الفكاك منه لدرجة استدراجه للإمعان في تمجيده..
المزاج المذهبي والطائفي كان لعبة مارسها الجميع بامتياز فأنتجت مجلس فتنة .. يصح فيه نبؤءة << ميشال شيحا ابو الدستور اللبناني>> أن المجلس ساحة للحوار الذي مايلبث أن ينتقل الى الشارع عندما يتعطل في الداخل.
ومشكلة حوار الطرشان لن تكون سيدة الحكومة وحدها بل ستطال المجلس النيابي المستولد بقانون الـ 1960 الذي كانت المقدمة الأولى للحرب الأهلية يوم أغلقت << المارونية السياسية >> آذانها غير آبهة بصراخ من اعتبرتهم أقلية مارقة فانفجر الشارع عندما تعطلت لغة الكلام.
لا أعتقد أن أحدأ من اللبنانيين يحب سماع مثل هذه الذكريات المؤلمة لكن واقع البلد بشهادة القاصي والداني هو ذاك. فلا داعي للمكابرة من أي فريق.
لبنان اليوم يقف على مفترق طرق بين اتجاهين: إما تجديد تسوية الدوحة مع أرجحية لمصلحة الأكثرية، وإما العودة الى ما قبل 7 أيار والذهاب نحو صدام لا أحد يعرف كيف سيكون، وكيف ستكون ارتداداته المحلية والاقليمية وخصوصاً أن الوجه الخارجي لنتائج الانتخابات سيكون له تأثيره الكبير، كما كان له تأثيره في مسار الانتخابات نفسها.
ما أودّ قوله:.. الجميع بحاجة لوقفة مع النفس موالين ومعارضين لمراجعة الحساب وتقييم المرحلة الصعبة..قد يكون صعباً الشعور بالهزيمة لكن الأصعب منه قيادة سفينة الانتصار في بحر متلاطم مليء بالتيارات الجارفة والألغام الناسفة.
دعونا لانتخابات على أساس المشروع .. وقد اختار الناس مشروعاً . يعتبره البعض صائباً ، وربما اعتبره غيرهم مهلكاً. أما وقد فازت الأكثرية بالإبقاء على أكثريتها... فلا داعي للاستعجال في طلب الرزق ! وأمامها محطتان لإثبات حسن النوايا رئاسة المجلس وتشكيل الحكومة..إذا استطاعت تخطيهما بسلام فما بعدهما أهون..
وكذلك المعارضة أمامها نفس الامتحان أن تتجاوب وتتعقل لتجاوز القطوع الصعب عبر << العناد الإيجابي>> أو تتابع السير في طريق جلجلة << العناد السلبي >> الذي لا يهدد البلد فحسب بل مستقبل مقاومته وصدقيتها في الداخل والخارج..
الرئيس ميشال سليمان كان نبه الى خطرين يهددان الوطن : << اسرائيل>> وعدم محافظة اللبنانيين على ديمقراطيتهم. وإذا كانت المعارضة تمتلك مفتاح الحفاظ على خط الممانعة والمقاومة في وجه الخطر الاسرائيلي بالإصرار على تحصين ساحة المقاومة وإخراجها من مستنقع السياسة الداخلية، فإن الأكثرية اليوم تمتلك مفتاح الحفاظ على الديمقراطية الحقيقية التي لا تستثني ولا تستقصي وتتمسك بالانفتاح على الآخر وتبديد هواجسه بالفعل لا بالقول ليبقى الوطن سيداً حراً مستقلاً.
وقىَ الله اللبنانيين شرور قادمات الأيام وبصّرهم بعيوب أنفسهم .. وألهمهم صواب القول والفعل ليحافظوا على بلدهم .. الذي بذل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ( باني نهضته المعاصرة ) دمه سخياً من أجل أن يستمر لبنان عنواناً للرأي والرأي الآخر .. وموئلاً للدفاع عن الحريات ونبراساً للمقاومة والممانعة الشاملة لنصرة قضايا الوطن والأمة.
لكن ما كان مفاجئاً ومرعباً بدرجة كبيرة ، أن تُمنى المعارضة بهزيمة كبيرة. الأمر ليس مرتبطاً فقط بالمحصلة النهائية لعدد المقاعد، ( 71 للأكثرية ) بل في حصول فريق 14 آذار على أصوات إضافية وخصوصاً في الوسط المسيحي، الأمر الذي سيدخل البلاد في مرحلة تجاذب محلي واقليمي لن تكون في مصلحة أي من الفريقين المتنافسين .
خاصة إذا استمر مسلسل التصعيد الكلامي والشحن المذهبي والطائفي ، الذي استطاع أن يحفظ للأكثرية أكثريتها. وحال دون تمكين المعارضة من لجم تراجعها وتآكل مقاعدها.
خسرت المعارضة الانتخابات، وبقيت في المعارضة. وربح فريق 14 آذار وبقيت الاكثرية النيابية في يده. ومسلسل المفاجآت انتهى الى صدمة كبيرة في أوساط المعارضة.
قد يكون هذا الكلام قاسياً في حساب البعض. لكن الأقسى مما هو آت أعظم، إن لم تتحقق مراجعة شاملة وهادئة للحسابات والسياسات التي أدت الى إنتاج << مجلس تكريس الانقسام >> قبيل استحضار أجواء الحرب الأهلية الحاضرة دوماً في النفوس المتأججة.
قد تكون << السُنيّة السياسة >> ربحت المعركة بامتياز لأربع سنوات قادمة أو لست سنوات متوقع قدومها .. مستفيدة من الشحن المذهبي والمال السياسي وربما الغباء وسوء التقدير السياسي لدى البعض.. أما في ساحة المعارضة فلعل نشوة المنابر وكشف ظهر الحلفاء فضلاً عن إيلام ظهورهم بالأخطاء القاتلة والإمعان في فيها .. كان من الأسباب الأساسية التي أدت الى هكذا نتائج.
ولعل السنوات المقبلة ستكون سنوات عجاف على المعارضة قبل أن تستطيع تصحيح وتدارك سلسلة الأخطاء المتراكمة . أو تستمر ممعنة في الإيغال في سلوك الدرب الخاطىء..
قد تكون السنية السياسية بأكثريتها نجحت في التحضير لفرض حصار سياسي على حزب الله يواكبه حصار أمني اقليمي ودولي ضاغط وسط موجات متتابعة من التشوية والتهم غير المسبوقة والمسوقة اسرائيلياً ودولياً.. ولكن هذا لايتحمل مسؤوليته الحزب فهو أمر خارج عنه.. مايتحمل الحزب مسؤوليته ربما هو تغطيته لأخطاء الآخرين وعدم الوقوف في وجهها أو محاولة تصحيحها. بل ربما وقوهه في الفخ المذهبي من خلال الشعور بالنشوة الكاذبة لما تصوره نصراً فكان فخاً يصعب الفكاك منه لدرجة استدراجه للإمعان في تمجيده..
المزاج المذهبي والطائفي كان لعبة مارسها الجميع بامتياز فأنتجت مجلس فتنة .. يصح فيه نبؤءة << ميشال شيحا ابو الدستور اللبناني>> أن المجلس ساحة للحوار الذي مايلبث أن ينتقل الى الشارع عندما يتعطل في الداخل.
ومشكلة حوار الطرشان لن تكون سيدة الحكومة وحدها بل ستطال المجلس النيابي المستولد بقانون الـ 1960 الذي كانت المقدمة الأولى للحرب الأهلية يوم أغلقت << المارونية السياسية >> آذانها غير آبهة بصراخ من اعتبرتهم أقلية مارقة فانفجر الشارع عندما تعطلت لغة الكلام.
لا أعتقد أن أحدأ من اللبنانيين يحب سماع مثل هذه الذكريات المؤلمة لكن واقع البلد بشهادة القاصي والداني هو ذاك. فلا داعي للمكابرة من أي فريق.
لبنان اليوم يقف على مفترق طرق بين اتجاهين: إما تجديد تسوية الدوحة مع أرجحية لمصلحة الأكثرية، وإما العودة الى ما قبل 7 أيار والذهاب نحو صدام لا أحد يعرف كيف سيكون، وكيف ستكون ارتداداته المحلية والاقليمية وخصوصاً أن الوجه الخارجي لنتائج الانتخابات سيكون له تأثيره الكبير، كما كان له تأثيره في مسار الانتخابات نفسها.
ما أودّ قوله:.. الجميع بحاجة لوقفة مع النفس موالين ومعارضين لمراجعة الحساب وتقييم المرحلة الصعبة..قد يكون صعباً الشعور بالهزيمة لكن الأصعب منه قيادة سفينة الانتصار في بحر متلاطم مليء بالتيارات الجارفة والألغام الناسفة.
دعونا لانتخابات على أساس المشروع .. وقد اختار الناس مشروعاً . يعتبره البعض صائباً ، وربما اعتبره غيرهم مهلكاً. أما وقد فازت الأكثرية بالإبقاء على أكثريتها... فلا داعي للاستعجال في طلب الرزق ! وأمامها محطتان لإثبات حسن النوايا رئاسة المجلس وتشكيل الحكومة..إذا استطاعت تخطيهما بسلام فما بعدهما أهون..
وكذلك المعارضة أمامها نفس الامتحان أن تتجاوب وتتعقل لتجاوز القطوع الصعب عبر << العناد الإيجابي>> أو تتابع السير في طريق جلجلة << العناد السلبي >> الذي لا يهدد البلد فحسب بل مستقبل مقاومته وصدقيتها في الداخل والخارج..
الرئيس ميشال سليمان كان نبه الى خطرين يهددان الوطن : << اسرائيل>> وعدم محافظة اللبنانيين على ديمقراطيتهم. وإذا كانت المعارضة تمتلك مفتاح الحفاظ على خط الممانعة والمقاومة في وجه الخطر الاسرائيلي بالإصرار على تحصين ساحة المقاومة وإخراجها من مستنقع السياسة الداخلية، فإن الأكثرية اليوم تمتلك مفتاح الحفاظ على الديمقراطية الحقيقية التي لا تستثني ولا تستقصي وتتمسك بالانفتاح على الآخر وتبديد هواجسه بالفعل لا بالقول ليبقى الوطن سيداً حراً مستقلاً.
وقىَ الله اللبنانيين شرور قادمات الأيام وبصّرهم بعيوب أنفسهم .. وألهمهم صواب القول والفعل ليحافظوا على بلدهم .. الذي بذل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ( باني نهضته المعاصرة ) دمه سخياً من أجل أن يستمر لبنان عنواناً للرأي والرأي الآخر .. وموئلاً للدفاع عن الحريات ونبراساً للمقاومة والممانعة الشاملة لنصرة قضايا الوطن والأمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق