الخميس، 13 مايو 2010

أيها العلماء... اسمعوا وعوا!



بقلم/ الشيخ جمال الدين شبيب

قال سفيان بن عبينة: " أرفع الناس منزلة" عند الله , من كان بين الله وبين عباده ,وهم الانبياء والعلماء "
قرأت قول سفيان (رحمه الله ) "فقرصني قلبي " فالأمر ليس باليسير ..والخطب جلل ..أن يجعل الله بينه وبين عباده "دخلا" !!
وليس الأمر على ما يظنّه البعض .. فالواسطة بين الحقّ والحلق حصرية لا مجال فيها للاطلاق ..رسل وأنبياء أو قادة " علماء " ..
ونحن في زمن أصبح العلم فيه زيّا" ..والاجتهاد منزلة والفتوى رأيا" ووجهة نظر ..
وعادت بي الذاكرة الى ذلك (الباص) الذي نقلني من مطار فيومنشينو في ايطاليا صيف 1986 الى بيروجيا للمشاركة في مؤتمر شبابي اسلامي يومها اليقيت " باحثة " اميركية لبنانية الأصل وبعد التعارف روت لي أنّها تعمل على موضوع الفتوى ولماذا هي ملزمة " عند الشيعة " وغير ملزمة "عند السّنة" ؟!! ومتى تكون كذلك ؟؟!..
وأخبرتني انها عائدة للتوّ من عند شيخ الازهر (رحمه الله)
وببساطة أوضحت لي أن الملزم هو فصل القضايا في القضاء , أمّا الفتوى فالالتزام بها يعود لمدى التزام المسـتفتي وهنا ..بيت القصيد ..
طالب العلم عندما يستفتي يطلب حكم الله , يبلغه اليه عالم الشرع ..أمّـا من يحب التسالي فهة يسأل للاستعلام أو الاستفهام ..
وهنا بيت القصيد في حالنا " معشر السنة والجماعة " لو فكّرنـا في حال الأمّة بدءا" من حال كل فرد ..لعظمت الخطوب وكثر النواح ..
فكيف اذا غابت العالمية (كسر الياء) عن ساحتنا وكثر المتعالمون المتهالكون على الكراسي الأولى والصورة والاطار حتى لو كان خاليا" من اهل مضمون ..
رحم الله الشيخ عمر الحلاّق "عالم صيدا " وقفيتها حيث بلغني قوله :
سيأتي يوم تكثر فيه الشراطيط (قطع القماش)بالايجار !!!
رحمه الله وهو يشير الى زمن تكثر فيه العمائم المأجورة التي لا تبغي سوى الربح المادي!!
رحمه الله وقد بلغني من قوله عن هية العالم الحقيقي انها " منشور " الفقر أي علامته ودليل ولايته اذا اردنا فعلا" أن نتقدم يا سادة علينا ابتداء" أن نعرف قيمة ما نختزنه من علم فنحرقه ونتخلّق بأخلاق أهله ..
ورضي الله عن " النظر بن شميل " حيث قال : " من أراد أن يشرّف في الدنيا والآخرة فليتعلم العلم " ..
ورحمه الله حيث يقول " وكفى بالمرء سعادة أن يوثق به في دين الله ..ويكون بين الله وبين عباده ..
عندما خرج الامام الراحل آيـة الله الخميني بما سمي نظرية ولاية الفقيه ..المعروفة قبله عند أهل الاسلام سنة وشيعة وحدد صفة الامام العادل " المخالف لهواه المطيع لأمر مولاه " في كتابه القيّم " الحكومة الاسلامية " ..
أوّل من حاربه ليس السلطات الحاكمة في تهران بل من يسمونه " برجال الدين " أكليروس المسلمين النائمين المنتظرين عصر الظهور ..ليغيّروا العالم ..
والجميع يتكلم ويفكر في تغيير العالم لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه, كان الامام الخميني يحاول أن ينطلق في رحلة التغيير فبدأ بالبنية التحتية عبر كتابه القيّم "الآداب المعنوية للصلاة " .
وعندما قامت الدولة السعودية الحديثة "الاولى " قامت على تحالف بين ما سمّي آنذاك بامام الدين "محمد بن سعود(الكبير) والشيخ محمد بن عبد الوهاب ..
وبعد معركة الدرعّيـة وفتح الرياض كانت دولة جمعت نجد والحجاز تحت سلطان عبد العزيز رحمه الله ..
وأيّة دولة لا تقوم في ديار المسلمين على أساس من قيادة الدنيا بالدين ..هي حطام وركام وأوهام وتسلّط حكّام ..
وعندما يقف "الـ على ماء " على أبواب الأمراء . ويوظفون لديهم برواتب الانعام ويحظون منهم بمواكب الاحترام ..

يا سـادة..
عندما يضيع الناس في زحمة القضايا والاستفسارات المفبركة تبعا" لنظرية الملفات (مع حفظ حقوق الرئيس الشهيد !) تارة" يشغلوننا بفتوى ارضاع الكبير من زميلته في العمل لاثبات " المحرمية " أو مرّة يملأون الساحة ضجيجا" بأن 20 اسما " من أسما ء له الحسنى (غير ثابتة ) سبحان الله بعد 1400 سنة ونيف يكتشف جهلة ما لم يكشفه أساطين وأعلام !!
يا ويلنا من الجرأة على الله ورسوله وعباده المؤمنين الصالحين !!
وتارة بالنقاب أم الحجاب ..
والمسألة أهون من ذلك بكثير ...
والله ما أدرى علام يتفلسف هؤلاء وأولئك ومتى يبلغون الحلم في العلم والعقل ؟؟!!
يا سادة نحن بحاجة الى قليل من العلم وكثير من الفهم والادب وحسن السمت عسى الله أن ينفع بنا وينفعنا والله من وراء القصد الهادي الى سواء السبيل ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق