السبت، 17 ديسمبر 2011

من فضائل أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما كما وردت في صحيح الإمام مسلم

الشيخ شبيب محاضراً عن محبة الصحابة وأهل البيت: على طريق المحبة نمضي ولا مكان للمحتل

السبت، 8 أكتوبر 2011

عيوب النفس وعيوب الناس (2)

بقلم / الشيخ جمال الدين شبيب

أيها الأحبة ..

قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى ولو كان ذا عقل لما عاب غيره وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى ..

وعن عون بن عبد الله رحمه الله تعالى قال: لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه.

وعن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى قال: كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس.

وقال الفضيل بن عياض : ما من أحد أحب الرياسة إلا حَسدَ وبَغى، وتتبعَ عيوبَ الناس، وكره أن يذكرَ أحداً بخير.

وقال مالك بن دينار : كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة، وكفى المرء شراً ألا يكون صالحاً ويقع في الصالحين.

وقال أبو عاصم النبيل : لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له، يعني: غوغاء وأسافل.
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا # فيهتك الله ستراً عن مساويك
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا# ولا تعب أحداً منهم بما فيك

قال بكر بن عبد الله : إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس ناسياً لعيبه، فاعلموا أنه قد مُكِرَ به.

وسمع أعرابي رجلاً يقع في الناس فقال: قد استدللت على عيوبك لكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها.
وأجرأ من رأيت بظهر غيب # على عيب الرجال أخو العيوب
وقال آخر: شر الورى من بعيب الناس مشتغلاً # مثل الذباب يراعي موضع العلل

وبعض الناس لا يسلم من شرّه الأموات فضلاً عن الأحياء ..قال ابن السماكي: سبعُك بين لحييك، تأكل به كل من مرّ عليك، قد آذيت أهل الدور في الدور، حتى تعاطيت أهل القبور. أي: ما سلم منك أحد تأكل أعراض الأحياء وتؤذيهم، ثم تحولت بعد ذلك إلى أهل القبور.

يقول: حتى تعاطيت أهل القبور.. فما ترثي لهم وقد جرى البلى عليهم، وأنت هاهنا تنبشهم، وإنما نرى نبشهم أخذ الخرق عنهم.
يعني: إنما يوصف الإنسان بأنه نبّاش إذا كان يأخذ أكفان الموتى، فيقول: لا النبش ليس هو سرقة أكفان الموتى، إنما هو النبش الحقيقي الخطير، وهو نبش عيوب الموتى.
أي إذا ذكرت مساويهم فقد نبشتهم.

واعلم أخي أنّه ينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاث خلال:
أما واحدة، فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك، فما ظنك بربك إذا ذكرت أخاك بأمر هو فيك؟! يعني: نفس العيب الذي تغتاب به أخاك هو موجود فيك أنت، فما جوابك عند الله؟!

ولعلك تذكره بأمر فيك أعظم منه، فذلك أشد استحساناً لمقته إياك.

ولعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه، فهل هذا جزاؤه سبحانه إذ عافاك؟! يعني: إما يكون ذنبك مثل ذنبه، وإما أن يكون أعظم من ذنبه، وإما أنك عوفيت من الذنب ، فهل جزاء الله سبحانه وتعالى أن عافاك أن تعيّر هذا الإنسان؟! أما سمعت: ارحم أخاك واحمدِ الذي عافاك؟!


ورحم الله من قال :
إن شئت أن تحيا سليماً من الأذى # وحظك موفور وعرضك صيّنُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ٍ# فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئاً# فصنها وقل يا عين للناس أعينُ

قال أبو عبد الرحمن السُلمي رحمه الله تعالى: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت المدائني يقول: رأيت أقواماً من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فستر الله عيوبهم، وزالت عنهم تلك العيوب.

ورأيت أقواماً لم تكن لهم عيوب، فاشتغلوا بعيوب الناس؛ فصارت لهم عيوب! لأن من اغتاب اغتيب، ومن عاب عيب.
فالبحث عن عيوب الناس يورث البحث عن عيوبه.

ولعل في قاعدة: الجزاء من جنس العمل زاجراً للذين يخوضون في عيوب الناس، فيكفوا عنها خشية أن يعاملوا بالعدل، فإن البلاء موكل بالقول: لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم فالقلب بين أصابع الرحمن. قال تعالى: كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ [النساء:94].

وعن إبراهيم قال: إني لأرى الشيء مما يعاب لا يمنعني من غيبته إلا مخافة أن أبتلى به.

وعن الأعمش قال: سمعت إبراهيم يقول: إني لأرى الشيء أكرهه فما يمنعني أن أتكلم فيه إلا مخافة أن أبتلى بمثله.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلباً، وإني أكره أن أرى رجلاً فارغاً ليس في عمل آخرة ولا دنيا.

وقال عمرو بن شرحبيل : لو رأيت رجلاً يرضع عنزاً فضحكت منه لخشيت أن أصنع مثل الذي صنع. .. وقال ابن سيرين : عيرت رجلاً وقلت يا مفلس، فأفلست بعد أربعين سنة.

وعن الحسن قال: كانوا يقولون من رمى أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد .. ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )

عيوب النفس وعيوب الناس ( 1 )



يقلم الشيخ / جمال الدين شبيب

تعوّد بعض الناس ممن هم في موقع اجتماعي أو ديني أن يخوضوا في عيوب الناس فتراهم يجيدون نشر للغسيل الوسخ ويتهكم بعضهم على بعض شأنهم كشأن العامة ممن لا دين يحجزهم ولا خُلق يردعهم .
وتلك والله هي القاصمة التي تجعل من أولئك وأمثالهم أولى بالعودة إلى الصفوف الأولى لتعلم أبجديات الإسلام فضلاً عن أن يسوّدوا ويقدّموا في المجالس.

والله تعالى يقول (وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين) ، فكانت هذه التذكرة أوجهها لنفسي ابتداءً. ولكل من سوّلت له نفسه أن يقع في عرض أخيه. لعل الله ينفعنا بالذكرى ويجعلنا ممن تشغله عيوبه وسعيه في إصلاحها عن تتبع عيوب الغير.. والله المستعان.

أيها الأحبة
الإنسان العاقل هو الإنسان الذي ينشغل بعيوب نفسه فيعمل على إصلاحها فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طُوبَى لِمَنْ شَغْلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ. أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ).
قال أهل العلم من شرّح الحديث:طُوبَى مَصْدَرٌ مِن الطِّيبِ، أَو اسْمُ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لا يَقْطَعُهَا، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا تكون في الجنة لِمَنْ شَغَلَهُ النَّظَرُ فِي عُيُوبِهِ، وَطَلَبِ إزَالَتِهَا أَو السَّتْرِ عَلَيْهَا عَن الاشْتِغَالِ بِذِكْرِ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وَالتَّعَرُّفِ لِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِن الْعُيُوبِ، وَذَلِكَ بِأَنْ يُقَدِّمَ النَّظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ إذَا أَرَادَ أَنْ يَعِيبَ غَيْرَهُ؛ فَإِنَّهُ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ مَا يَرْدَعُهُ عَنْ ذِكْرِ غَيْرِهِ.
وفي هذا الحديث الشريف توجيه رشيد لمن يريد السير إلى الله تعالى، فيقطع المفاوز المعوقة حتى يذوق طعم الوصول، وذلك باتباع الآثار المحمدية، والتعاليم الإسلامية.
لأن من شغله عيبه عن تتبع عيوب غيره، اجتهد في التخلص من رذائل الذنوب، ومعوقات المعاصي، والآثام. فمثل هذا يرجى أن يتخلى منها، فيصبح بهذه المجاهدة نقياً صافياً من أدران ذنوبه.
ولا شك بأن من تخلى من وضر الذنوب، فإنه سيتحلى بفضائل الأخلاق، التي أولها طاعة الله تعالى، وفعل ما يقرّبه إلى حضرته سبحانه.
ومن شغل وقته بإصلاح نفسه، سلم من تتبع عيوب الناس.ومن سلك هذا السلوك المستقيم، في السير إلى الله تعالى استحق جائزة ((طوبى)) التي هي:
إما شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها. وإما درجة عالية في الجنة، والله الموفق.

أهمية الاشتغال بعيوب النفس
ومن الأمور المهمة جداً التي تعين الإنسان على الابتعاد عن الغيبة أن يشتغل بعيوب نفسه فيعمل على إصلاحها وتهذيبها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه).
والقذى: هو ما يقع في العين أو الماء أو الشراب من التراب أو التبن أو القش أو أي شيء من هذا، هذا هو القذى، ودائماً يكون شيئاً صغيراً، أما الجذع فهو واحد جذوع النخل، وهو كبير بالنسبة للقذى.

فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: إنك أيها الإنسان تنشغل بعيب الناس مع أن فيك ما هو أخطر وأشد جسامة من عيب أخيك، فإذا أردت أن تنتقد أخاك في الإسلام، وتدقق حتى ترى منه أدق العيوب وتنتقد من أجلها، ففي عينك الجذع ولا تراه، لكنك تدقق في رؤية عيب أخيك!وتتغافل عن إصلاح عيب نفسك.

فالإنسان لنقصه وحب نفسه يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه، فيدرك عيب أخيه مع خفائه، فيعمى به عن عيب في نفسه ظاهر لا خفاء به. ولو أنه اشتغل بعيب نفسه عن التفرغ لعيوب الناس، لكف عن أعراض الناس وسد الباب إلى الغيبة.

ومعروف في علم النفس حيلة الإسقاط، والإسقاط: إنسان يشعر بنقص معين أو هو يعمل ذنباً معيناً فيدافع لا شعورياً عنه، حتى يبرئ نفسه من هذا الذنب، فيرمي به الآخرين.

والمولع بذم الناس فيه عيوب، لكن هو لا شعورياًَ يحاول أن يدفعها عن نفسه، وينفيها بأن ينتقص الآخرين، فلو علم ذلك لأدرك أنه إذا أكثر ذم الناس فهو يكشف عن العيوب المستكنة في نفسه.

قال بعض العلماء: عجبت لمن يبكي على موت غيره دموعاً ولا يبكي على موته دما وأعجب من ذا أن يرى عيب غيره عظيماً وفي عينه عن عيبه عمى. أي هو أعمى عن رؤية عيب نفسه، لكن بصره حاد عندما يريد أن يرى عيوب الآخرين!

من كلام السلف في الاشتغال بعيوب النفس

من أجمل ما مرّ معي من كلام السلف في هذا المقال قول الإمام أبو حاتم ابن حبان رحمه الله تعالى: الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه.

فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من عيب أخيه.

فمن سنة القتال: قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ [التوبة:123]، فابدأ بالعدو الأقرب عن العدو الأبعد، فنفسك التي بين جنبيك هي العدو الأول أو الأقرب إليك، فاجتهد بمجاهدتها أولاً.

ويقول: وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه، وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه. وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه.

ومن عاب الناس عابوه، يقول الشاعر:
المرء إن كان عاقلاً ورعا ً# أشغله عن عيوب غيره ورعه كما العليل السقيم أشغله # عن وجع الناس كلهم وجعه

وعن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم ذكروا رجلاً فقال: إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك.


قال أبو البحتري العنبري :
يمنعني من عيب غيري الذي #أعرفه عندي فوق العيب
عيبي لهم بالظن مني لهم # ولست من عيبي في ريب
إن كان عيبي غاب عنهم# فقد أخفى عيوبي عالم الغيب
يعني: يمنعني من ذكر غيري بعيوبه ما أعرفه في نفسي من العيوب.

قوله: (عيبي لهم بالظن مني لهم) يعني: عيبي لهم بأشياء مظنونة، لكن أنا على يقين من عيبي إن كنت في حالة ظن من عيوبهم.
وعن بكر قال: تساب رجلان فقال أحدهما: حلمي عنك ما أعرف من نفسي. يعني: الذي يجعلني أحلم وأصبر ولا أرد عليك أنني أعرف من نفسي عيوباً أكثر من التي تعيرني بها.

وقيل للربيع بن خيثم : ما نراك تغتاب أحداً، فقال: لست عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذنب الناس، ثم أنشد:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها # لنفسي من نفسي عن الناس شاغل

ولقي زاهدٌ زاهداً، فقال له: يا أخي! إني لأحبك في الله، قال الآخر: لو علمت مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله، فقال له الأول: لو علمت منك ما تعلم من نفسك لكان لي في ما أعلم من نفسي شغل عن بغضك.

السبت، 1 أكتوبر 2011

التعصب

لا يمكن لعاقلين أن يختلفا على أن التعصب آفة، لأنه يأكل عقل الفرد وروحه، ويشتت جهد الجماعة الوطنية في معارك فرعية، بعضها قد يتسع ويستفحل ليهدد مصير الوطن. لهذا علينا أن نتعلم كيف نتسامح مع الآخرين، وندرك أن هذه فضيلة لا يمكن التفريط فيها، وأنها كعادة كل الفضائل تقع في منزلة بين المنزلتين، أي في منتصف المسافة بين التعصب واللامبالاة.

كلمات في التسامح

الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبهاغيرنا في حقنا أو في تغذية روح العداء بين الناس.براتراند راسل~ إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهي الإساءة ؟.غاندي~ عظمة الرجال تقاس بمدى استعدادهم للعفو والتسامح عن الذين أساءوا إليهم.تولستوي~ في سعيك للانتقام أحفر قبرين... أحدهم لنفسك.دوج هورتون~ سامح دائماً أعدائك... فلا شئ يضايقهم أكثر من ذلك.أوسكار وايلد~ سامح أعدائك لكن لا تنسى أسمائهم.جون كينيدي~ النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح.جواهر نهرو

الأحد، 7 أغسطس 2011

رمضان والثورات العربية

رمضان .. والثورات العربية
بقلم : الشيخ جمال الدين شبيب
رمضان هذا العام له نكهة مختلفة ! الزمن زمن التغيير والثورات العربية الهادرة .. الكل يريد إسقاط النظام وكأننا أمة على عداوة مديدة مع الكلمة بمعناها اللغوي .
في رمضان تصفد الشياطين ..فهل سنرى شياطين الإنس في استراحة عن سفك الدماء وقتل الناس بدم بارد؟ وهل سيصوم المتقاتلون عن تبادل جريمة القتل التي حرمها الله وأوجب القصاص على مرتكبيها؟
أم سنشهد فصلاً جديداً من القتل المتبادل على صدى صرخات الله أكبر؟ في شهر الصوم لا أريد أن أعكرعلى الصائمين صيامهم . لكنني ألفت نظر الجميع لضرورة الاستفادة من الشهر الكريم وأجوائه الروحانية ليعود الناس إلى صوابهم حكاماً ومحكومين.
رسول الله (ص) يخبرنا أن الصوم جُنّة أي وقاية من النار.. فهل نُعجّل على أنفسنا بإحراقها بنار الدنيا قبل الآخرة؟ ليس هذا نوع من التبسيط الكلامي لكن دعوة مفتوحة للتقوى والمغفرة في شهر التقوى والمغفرة. ..نتألم لكل نقطة دم تسقط في فتنة يدفع ثمنها البسطاء والأبرياء ويتمتع بوافر ثمارها أصحاب الغايات ومشتهو الكراسي ممن لم يتعودوا القيام عنها لأكثر من قضاء الحاجة الطبيعية ليعودوا إليه سريعاً رافقتهم .. السلامة.
في شهر رمضان المبارك نخاطب أهلنا و إخواننا العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر لنحرك العقول قليلاً .. فنقول رمضان شهر الانتصارات شهر بدر والفتح ..فتح مكة ..وفي كليهما دروس .. حسبنا من كل موقعة درس واحد.
في بدر الكبرى كانت المعركة بين الايمان والكفر بقيادة نبوية واضحة الأهداف والمعالم. قيادة رفضت أن تساوم على عقيدتها ودعوتها. وصبرت فاستحقت النصر على وقع خطوات الملائكة.
وفي فتح مكة اطلق الرسول الأكرم في وجه أعدائه ومن حاربه من عشيرته وقومه فضيلة العفو عند المقدرة التي يعز نظيرها إلا عند من يحمل أخلاقاً محمدية : إذهبوا فأنتم الطلقاء .
من يرضى اليوم من أهل الثورات المستدامة والجديدة أن ينزل تحت القيادة النبوية فيحتكم للشرع الشريف يلتزم عقيدته وشريعته دون مساومة أو مرابحة ليستحق نصر الله والغلبة إن كان من أهلها...
من يجرؤ على المسامحة والغفران ؟.. لتهدأ النفوس ويتوقف القتل المجاني ..وهذا لا ينفي ضرورة المحاسبة على الارتكابات والجرائم لتعلقها بحقوق الناس.ولكن كيف يبسط بعض الناس أيديهم في رمضان: يارب يارب نسأله المغفرة..إذا كنا لم نتعود المسامحة والمغفرة ( وليعفوا وليصفحوا .. ألا تحبون أن يغفر الله لكم)؟؟ صدق الله العظيم

الشيخ فيصل مولوي في ذمة الله

المستشار الشيخ فيصل مولوي.. في ذمة الله
دافع عن المقاومة في مواجهة دعاة الفتنة وفتاوى التكفير

غيّب الموت علماً من أعلام الوحدة الإسلامية ورائداً من رواد الحركة الإسلامية العالمية، إنه الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ فيصل مولوي.
وفاء لذكرى الراحل الكبير نستذكره بنشر مقتطفات من مقالة نشرها - رحمه الله – إبان حرب تموز 2006 رداً على بعض الفتاوى المذهبية التي انتشرت في تلك الفترة محاولة النيل من المقاومة في لبنان ومحاصرتها بالفتن.
قرأت بألم كبير فتوى (..... ) حول حزب الله، وقد أجاب على سؤال لم يعرض الواقع على حقيقته فجاء الجواب بعيداً كلّ البعد عن الواقع الحالي، وألقي به في قلب المعركة الواقعة بيننا وبين العدو الصهيوني، التي يمارس فيها حزب الله دوراً محورياً. فأحببت أن أوضح الأمر
الشيعة مسلمون
اتّفق الجمهور الأكبر من العلماء في الماضي والحاضر أنّ الشيعة الاثني عشرية مسلمون من أهل القبلة، لأنّهم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان ويحجّون البيت. لم يخالف في ذلك أحد من العلماء المحققين الذين يعتدّ بهم.
بناءً على ذلك وجدنا الشيعة الإثني عشرية على مدار التاريخ يحجّون مع الناس إلى بيت الله الحرام، باعتبار أنهم مسلمون، ولم ينكر ذلك أحد من العلماء فيما نعلم، كما يدخلون مساجد أهل السنّة والجماعة ويصلّون فيها، ويدخل أهل السنّة مساجدهم ويصلّون فيها، وقد اعتبر الأزهر مذهبهم الفقهي خامس المذاهب الأربعة. وكان قد ظهر على لسان بعض علمائهم القول بتحريف القرآن، لكن جمهور محققيهم أنكر ذلك، وقد عقد في طهران منذ سنوات مؤتمر واسع أجمع فيه علماؤهم على إنكار هذا القول. وهم يعتمدون القرآن الكريم الموجود بين أيدي المسلمين جميعاً، في معاهدهم الشرعية ومساجدهم ويتعبّدون بقراءته في صلواتهم، ويقيمون المسابقات العالمية بين الشباب على حفظه، كما يشتركون في المسابقات التي يقوم بها إخوانهم المسلمون.
وإذا كان الشيعة مسلمون، فلهم علينا جميع حقوق الأخوّة ومنها النصرة. يقول ابن تيمية رحمه الله: (جعل الله عباده المؤمنين، بعضهم أولياء بعض، وجعلهم إخوة، وجعلهم متناصرين متراحمين متعاطفين، وأمرهم سبحانه بالائتلاف، ونهاهم عن الافتراق والاختلاف، فقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا) (آل عمران:3)، وقال تعالى: (إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء) (الأنعام:159).. فكيف يجوز مع هذا لأمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم أن تتفرّق وتختلف، حتى يوالي الرجل طائفة، ويعادي طائفة أخرى، بالظنّ والهوى بلا برهان من الله تعالى... فهذا فعل أهل البدع... وأما أهل السنّة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله... وإنما الواجب أن يكون المسلمون يداً واحدة، فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلل غيره ويكفّره، وقد يكون الصواب معه، وهو الموافق للكتاب والسنّة، ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين، فليس كلّ من أخطأ يكون كافراً أو فاسقاً...)، ويقول: (.. فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من أي صنف كان... ومن كان فيه إيمان وفجور، أعطي من الموالاة بحسب إيمانه، ومن البغض بحسب فجوره، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بسبب الذنوب والمعاصي... وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشرّ وفجور، وطاعة ومعصية، وسنّة وبدعة، استحقّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشرّ...)، ولذلك فإنّ (الواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين، أن يصلي معهم الجمعة والجماعة، ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم..)
نصرة حزب الله
حزب الله يخوض اليوم المعركة ضدّ العدوّ الصهيوني. وهو في هذه المعركة انضمّ إلى أهل السنّة والجماعة الذين يخوضون المعركة ضدّ هذا العدو في فلسطين، فأصبح المسلمون سنّة وشيعة صفّاً واحداً ضدّ الصهاينة. ومن المعروف أنّ التعاون الكامل قائم بين حزب الله الشيعي وبين المقاومة الإسلامية في فلسطين بما فيها حماس والجهاد وكتائب الأقصى وسائر المنظمات، وكلّها من الناحية المذهبية سنية.
ولأنّ المعركة ضدّ العدو الصهيوني هي معركة الإسلام كلّه، ومعركة الأمّة كلّها بمسلميها ومسيحييها، ونحن نطالب الشيعة بدخولها امتثالاً لأمر الله، حتى إذا دخلوها تخلينا عنهم؟ لا يمكن أن يكون هذا الموقف مقبولاً في العقل ولا في الشرع ولا في ميزان المروءة والخلق.
ولأنّ الشيعة معتدى عليهم ومظلومون، فالعدوّ هو الذي اجتاح أرضهم ودمّر مدنهم وقتل شيوخهم ونساءهم، والمسلم دائماً مع المظلوم ولو كان غير مسلم، وضدّ الظالم ولو كان مسلماً، والرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قالوا: يا رسول الله ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تأخذ على يده). ولا يقال إنّ حزب الله هو البادئ عندما أسر جنديين إسرائيليين، فإنّ الصهاينة هم الذين بدأوا بالعدوان علينا عندما احتلوا فلسطين، وهم الذين أخذوا الأسرى الفلسطينيين واللبنانين قبل ذلك.
ولأنّ الشيعة والسنّة في جنوبي لبنان ومعهم أبناء الطوائف الأخرى يخوضون معركة واحدة ضدّ العدوّ الصهيوني، فعدم جواز نصرة حزب الله معناه تسليم إخواننا هناك -ومنهم السنّة- إلى العدوّ الصهيوني، وهذا قطعاً منهيّ عنه لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه).
ولأنّ الله تعالى أمرنا بصريح قرآنه فقال: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلاّ على قوم بينكم وبينهم ميثاق) (الأنفال: 72). وإخوانكم اللبنانيون سنّة وشيعة يستنصرونكم ضدّ العدوّ الصهيوني، ويأملون أن لا تخذلوهم، ولستم معذورين إن تخليتم عنهم، إلاّ إذا كان بينكم وبين العدوّ الصهيوني ميثاق لا نعلم به، ونعوذ بالله تعالى من ذلك، ونجلّكم عن هذا الموقع الكريه، الذي قد تقع به بعض الأنظمة، لكن لا يمكن أن ينساق إليه العلماء.
الانضواء تحت إمرة حزب الله في قتال الصهاينة الغاصبين
الانضواء تحت إمرة حزب الله في قتال العدوّ الصهيوني، فهو ما يفعله اليوم الكثير من شباب السنّة في الجنوب اللبناني الذين يريدون القتال دفاعاً عن أنفسهم وقراهم ولا يستطيعون ذلك في الظروف الحالية إلاّ تحت قيادة المقاومة وحزب الله. وأظنّ أنّ الجواب بجواز ذلك ، وقد صرّح به الفقهاء، وقام به المسلمون فعلاً.
جمهور الفقهاء يصرّحون بجواز الغزو مع أمير جيش ولو كان جائراً أو ظالماً أو فاسقاً، وذلك لأنّ ترك الجهاد معه سوف يفضي إلى ظهور الكفار على المسلمين. [ يلاحظ أن الشيخ رحمه الله يناقش قوماً يقولون بتكفير الشيعة ، فيبين لهم أن القتال مع الأمير الجائر والحاكم المنحرف مطلوب لحماية الدين والدفاع عن الأرض والعرض فهو من باب أولى أن يكون مع المسلم المخالف في بعض الفروع]
ولقد حصل في تاريخنا الإسلامي أن تولى السلطة حكام منحرفون، وقاتل المسلمون أعداءهم تحت قيادتهم. ومن أظهر الأمثلة على ذلك الدولة الفاطمية، التي كانت تعتنق المذهب الإسماعيلي، وهو مذهب قال بتكفيره الشيعة أنفسهم، ومع ذلك فقد وقعت في أيامهم معارك طاحنة ضدّ الصليبيين، قاتل فيها السنّة إلى جانب الشيعة الفاطميين بل تحت قيادتهم. وقد كان حاكم القدس يوم احتلال الصليبين لها ممثلاً للدولة الفاطمية في مصر، لكنه حصّن المدينة وقاتل الصليبيين واستشهد تحت رايته مئات الألوف من المسلمين من كلّ المذاهب، منهم علماء كبار من أهل السنّة. بل إنّ صلاح الدين الأيوبي فخر الإسلام والمسلمين كان وزيراً للدولة الفاطمية بمصر، وقاتل الصليبيين تحت رايتها يوم كان وزيراً وقائداً عسكرياً لتلك الدولة.
هل من المعقول أن يدرك جمهور المسلمين من كلّ المذاهب فيما مضى أهمية الوحدة أمام العدو، فيتجاوزون خلافاتهم ويقاتلون معاً دون النظر إلى من يكون القائد، ويحققون النصر، بينما نقف اليوم ممزقين أمام العدو المحتلّ، تنخر فينا الفتن المذهبية والطائفية وتؤدي إلى هزيمتنا نفسياً قبل أن نهزم عسكرياً؟

الدعاء لهم بالنصر والتمكين
ليس هناك أي قتال بين حزب الله وبين أية جماعة من أهل السنّة والجماعة، لا في لبنان ولا في غيره. بل هناك تعاون وثيق بينهم وبين حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين. وهناك أيضاً تعاون وتنسيق بينهم وبين الجماعة الإسلامية في لبنان. ولا يجوز أن نحمّل حزب الله وزر ما يجري في العراق من فتنة مذهبية بين السنّة والشيعة، فهو ليس له وجود تنظيمي هناك، فضلاً عن أنّه استنكر علناً هذه الفتنة، ولم يصدر عنه أي تأييد لأي فئة شيعية متّهمة بذلك، والله تعالى يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) (النجم: 38).
والدعاء لهم بالنصر والتمكين ضدّ العدو الصهيوني وهم الآن يخوضون معركة قاسية ضدّ هذا العدوّ، في هذه الحالة يبدو من المستغرب القول: إنه لا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين. لأنّ معركتهم هي معركة المسلمين جميعاً، وهم ينوبون عن الأمّة كلّها في الدفاع عن حياضها. وإذا كان الآخرون عاجزين لسبب أو آخر، فلا أقلّ من الدعاء لإخوانهم المقاتلين بالنصر والتمكين. إنّ قتال حزب الله الشيعي في جنوبي لبنان ضدّ العدو الصهيوني، هو جزء من معركة الإسلام والأمّة الإسلامية ضدّ الصهيونية في هذا العصر، وأي انتصار لهم يصبّ في مصلحة الأمّة كلّها، ويمهّد للانتصار الأكبر الذي سيتحقّق لها ضدّ الصهاينة إن شاء الله. وأي هزيمة لهم – لا سمح الله- تعتبر هزيمة للأمّة كلّها، وتؤخّر نصرها الموعود. فالدعاء لهم بالنصر والتمكين ضدّ العدو الصهيوني هو دعاء لانتصار الأمّة كلّها ضدّ اعدائها الصهاينة، ولذلك تلهج به ألسنة الملايين من المسلمين في كلّ بقاع الأرض، وفي مقدّمتهم علماؤهم.
وحتى لو أردنا أن ننساق مع النظرة المذهبية الضيقة – وهو أمر مرفوض لكننا نشير إليه من باب المجادلة فقط- فإنّ حزب الله الشيعي أسدى إلى إخوانكم السنّة في جنوبي لبنان معروفاً كبيراً حين حرّر مناطقهم من الاحتلال الصهيوني، وهو الآن يساعدهم في صدّ العدوان عنهم. وجمهور العلماء في مثل هذه الحالة يعتبر الدعاء مستحباً لمن يسدي إليك معروفاً، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (من صنع إليه معروف، فقال لفاعله جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء) ، وقوله: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) .
قد يتوقّف بعض المسلمين في ذلك بحجّة أنه: (إذا انتصر حزب الله في معركته ضدّ اليهود فهو سيزداد قوّة ثمّ يتوجّه إلى أهل السنّة) وهذا في اعتقادي من تلبيس إبليس، لأنّ مواجهة المسلمين لليهود معركة قائمة منذ بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وهي مستمرّة حتى يتحقق النصر الكامل للمسلمين. وحزب الله الآن جزء من هذه المعركة. أما الخلاف بيننا وبين الشيعة فهو خلاف ضمن الصفّ الإسلامي، ومن الواجب شرعاً وعقلاً أن يتعاون أبناء الأمّة جميعاً ضدّ العدو الخارجي. وقد حصل في التاريخ أن تعاون أهل السنّة مع الشيعة في مواجهة الحملات الصليبية. أما في عصرنا الحاضر فإن التعاون قائم أيضاً بين السنّة والشيعة ضدّ العدو الصهيوني في لبنان وفلسطين، بينما الفتنة المذهبية في العراق تأكل الأخضر واليابس، وتمهّد لتقسيم العراق وإطالة أمد الاحتلال. فهل يريد البعض نقل النموذج العراقي إلى لبنان، وإشعال الفتنة الطائفية فيه لزيادة تمزيق الأمّة وتمكين الأعداء منها، أو أنّ الواجب الشرعي والوطني هو نقل النموذج اللبناني إلى العراق، لإطفاء الفتنة المذهبية المشتعلة ولإعادة توحيد العراق ومواجهة الاحتلال؟
إذا انتصر حزب الله في معركته ضدّ اليهود فيجب أن يكون ذلك انتصاراً للأمّة كلّها، ولا شكّ أنّ حزب الله سيزداد قوّة بتحقيق هذا الانتصار، وقد يستفيد من هذه القوّة في تحقيق بعض المكاسب في التنافس السني الشيعي، لكن الشيعة وصلوا في الماضي إلى أكثر من هذه القوّة، ولم يؤدّ ذلك إلى تغيير المسار العام لهذه الأمّة، فليس من المعقول تحت ستار الخوف من احتمال، قد يقع وقد لا يقع، أن نأخذ موقفاً خاطئاً من أمر واقع. إنّ استخدام حزب الله والشيعة لقوّتهم ضدّ أهل السنّة لا يعدو أن يكون احتمالاً نظرياً (ونحن مطمئنون أنه لن يقع بإذن الله)، وإن رجّح البعض وقوعه فنحن نقول: أنّ ضرره قليل والأمّة قادرة على استيعابه كما حصل في الماضي. أما العدوان الصهيوني على أمّتنا فهو قائم ومستمرّ، وهو يمعن في القتل والتدمير، ويحظى بدعم الولايات المتّحدة والعالم الغربي، وهو خطر محدق على الإسلام والمسلمين، يشمل العقيدة كلّها أصولاً وفروعاً، ويشمل الشريعة كلّها، ويمتدّ ليشمل الأرض والعرض والثروات والأوطان. فهل يجوز التفرّق والتخاذل أمام هذا الخطر القائم خوفاً من خطر محتمل وهو أقلّ بكثير وحتى لو تحقّق فإنّ الامّة قادرة على استيعابه. ثمّ إذا كان مثل هذا الخطر محتمل الوقوع، فهل يجوز أن نصدر الفتاوى ونتّخذ من المواقف ما يساعد على وقوعه، أم يجب علينا جميعاً أن نتدارك هذا الأمر، بالتأكيد على ما يجمعنا مع إخواننا الشيعة كأمّة واحدة، وعلى توثيق عرى التعاون ضدّ العدو الصهيوني، وفي كلّ ما يحقق مصالح الأمّة ويحفظ وحدتها وكرامتها.
[ أنظر المقالة كاملة على موقع الإخوان : www.ikhwan.net/...‏ /]