إعداد/الشيخ جمال الدين شبيب
...إنه المشهد العظيم
الذي يباهي به الله عز وجل الملائكة، حيث يقف ملايين الحجاج على جبل عرفات متضرعين
لله عز وجل أن يتقبل منهم الحج وأن يغفر لهم ذنوبهم في ذلك اليوم العظيم، ثم يشهد الله
عز وجل الملائكة بأنه قد غفر لخلقه في يوم عرفة، أنه اليوم الأكثر عتقا من النيران
..يوم المغفرة.
ولقد اطلق على جبل عرفات هذا الاسم لأنه شهد بداية تعارف آدم وحواء عقب
خروجهما من الجنة إذ كان ذلك على جبل عرفة، لذلك سمي بـ “عرفة”.
ويكون الوقوف في اليوم التاسع من ذي الحجة ويأتي بعد يوم التروية، ويمثل
ركن الحج الأكبر، حيث يتوجه الحاج من منى ليقف على عرفات ويجمع بين صلاة الظهر والعصر،
ثم ينفر من على جبل عرفات مع غروب الشمس ليتوجه إلى مزدلفة يصلي صلاة المغرب والعشاء
جمع تأخير.
وقد دعا النبي محمد (ص) المسلمين من غير الحجاج الى صوم يوم عرفة حتى
ينالوا من ثواب هذا اليوم العظيم وتكفير عامين من الذنوب في هذا اليوم الذي تشهده الملائكة
قبل حلول عيد الأضحى المبارك .
فقد روى مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام يوم عرفة أحتسب
على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. والحديث يدل بظاهره على أن صيام
يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين.
إن الدعاء في يوم عرفة له فضل جميل وسوف يكون الدعاء مجاب بإذن الله تعالى،
إذا أخلص العبد الدعاء لربه فسوف يتحقق ما يطلبه من الله، ويكثر المؤمن من الدعاء بالمغفرة
والجنة وحسن الخاتمة ولأمته ولوطنه في هذا اليوم المبارك.
وقد وصفَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الذي رواه التّرمذيّ
بأنّ خير الدّعاء دُعاء يوم عرفة ونصّ الحديث :(خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْم عَرَفَةَ،
وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ).
سوف يبدأ حجاج بيت الله الحرام لتأدية أول أيام مناسك الحج في الثامن
من ذي الحجة يوم التروية، حيث المبيت في منى ليستعدوا في اليوم التالي للذهاب الى عرفة
في اليوم في التاسع من شهر ذي الحجة، وله ثواب عظيم عند صيام غير الحاج من تكفير الذنوب،
ولقد أمرنا الرسول فيه بالصدقة والصيام والذكر.
فهنيئا لنا هذا اليوم المبارك وكل عام وانتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق